سأبدا هذه المدونة
بمقال بسيط كتبته على صفحتي في الفيس بوك قبل عدة وسنوات وتحديدا بتاريخ 4 فبراير
2014م
قبل عشر سنوات ونيف من
الآن كنت خريجة جديدة، مفعمة بالأمل والطموح، كانت رغبتي بالإنخراط في سوق العمل
وخدمة بلدي وإثبات ذاتي هي جُل ما أراه أمامي، كان تصوري عن بيئة العمل رائع بروعة
طموحي، ورغبتي في أن أكون حلقة لسلسلة نجاح قوية لمؤسسة سأعمل بها هو ما أتوقع أن
يفكر فيه كل من يعمل فيها.
كنت أعد الأيام لألتحق بسوق العمل، وأعد معها ما سأقدمه
وسأفعله حينما استلم مهام عملي لأكون كما يود لي طموحي ناجحة ومفعمة بالنشاط راغبة
في أن أدفع بمؤسستي للنجاح كما خيل إليَ أن المنطق سيكون حاضرا في بيئة العمل، وأن
الجميع يفكر هكذا!
طال انتظاري...ولكن لم أيأس معه، واصلت البحث ورضيت
بالأقل لأجد الأفضل، عملت براتب ضئيل في مؤسسة مبتدئة خاصة رغبة في استغلال وقتي
واكتساب الخبرة، استمتعت بالعمل واستمتعت أكثر بنجاحي فيها، إلا أن التوق في أن
أبدأ عملي وبموقع يتناسب ومؤهلاتي الأكاديمية كان دائما حاضرا
وُفِّقت بعد سنوات وبدأت باندفاع الطفل حين يتعلم الحبو
ويجد حوله كل أنواع المغريات ليدفعه للحبو والوصول إليها دون استسلام، وكانت بداية
إداراك الواقع!
لم يذكر لي أحد أن عالم العمل أشبه بالغاب، وأن الطموح
والرغبة في العمل لا تكفي لذلك، واكتشفت وما زلت اكتشف أن بيئة العمل بها كل
التناقضات ورأيت (الأنــــــا) بكل جبروتها تحطم أفضل الكفاءات وتهدر الموارد
وتضيع وتؤخر الخطط!
لم يُذكر لا في الكتب ولا في برامج تنمية الذات ولا في
أي مكان أن الحقيقة خلاف ما في الروايات وأن الواقع أكثر تعقيدا من أن يفسر!!
لماذا نتقاتل؟!
طالما تسائلت بهمس بيني وبين نفسي وها أنا أتسائل وبصوت
عالٍ ...لماذا نتقاتل؟ وما الداعي لذلك؟ وما النتيجة؟ وعن أي نجاح نتحدث حينما لا
يرتبط بنجاح المؤسسة بكل من فيها؟ كيف سأقيِّم نجاحي إن كان محيطي بعيد كل البعد
عن النجاح؟!
أين ذهبت نظريات نجاح المؤسسات والإدارة؟! أين هو نموذج
الفريق الواحد في المؤسسة؟ أين السلسلة التي كنت أحلم أن أكون حلقة قوية فيها
وبقوة باقي الحلقات معا.
صدقا!!!
لم أجد سلسلة!
وجدت علبة ضخمة تحتوي على علب كثيرة وفي كل علبة حلقات
ضعيفة غير مترابطة!
وجدت تقاتلا مستميت
بين الموظفين في أن يكون كل واحد فيها حلقة قوية شريطة أن يكون كذلك بين حلقات
ضعيفة لا تمكِّن من خلق سلسلة قوية!
ووجدت تكتلا وعقدا
لبعض الحلقات من شدتها استحال فكها وتسويتها!
وللحديث بقية....
تعليقات
إرسال تعليق